نماذج فقهية على وسطية إعمال مقاصد الشريعة عند ابن بزيزة التونسي من خلال كتابه روضة المستبين.
Résumé
إنّ من محاسن شريعتنا ما حوته من سماحة ويسر في جميع أحكامها، وهذا من أنبل وأعظم مقاصدها التي تتشوف إليه وتروم إلي تحقيقه، وقد جاءت هذه الدراسة في بيان السبيل السوي الذي ينبغي أن يسلكه المتصدر للنّظر في الأدلة الشرعية على ضوء المقاصد الشرعية، والضوابط التي يجب عليه أن يراعيَها في ذلك على أمل إصابة مراد الشارع الحكيم من تشريعه، سيما وقد خصصت جانبا منها لأحد علماء الأمّة ـ ابن بزيزة ـ في الجانب التطبيقي قد وُفق للوسطية في ذلك؛ حتى يكون أنموذجا. فجاء المقال على شكل مقدمة، وثلاث مباحث، وخاتمة؛ أمّا المقدمة؛ فإنّها تشير إلى شيء من جلالة هذا العلم ـ أعني علم المقاصد ـ وأهدافه، وأمّا المباحث؛ فالأول في التعريف بابن بزيزة، وكتابه روضة المستبين بشيء من الإيجاز، والثاني في الكلام على مفهوم وسطية إعمال المقاصد، وضوابط تحقيقها، والثالث في ذكر مسائل فقهية لابن بزيزة ممّا نظّرت له قبل من خلال كتابه روضة المستبين شرح كتاب التلقين، وأمّا الخاتمة؛ فقد حوت على ما تحصل للباحث من نتائج؛ كبيان أهمية علم المقاصد في إصدار الأحكام حتى إنّ بعضهم جعله شرطا في المجتهد، وكلزوم الجمع بين اللفظ والمعنى وإعطاء كل واحد حقه من النّظر والإعمال ليكون وسطا بين من غلب أحدهما عن الآخر، ومنها خطورة عدم الوسطية في النّظر المقاصدي لما يفضي إلي الوقوع في الشذوذ والبدع، بل ربما يوقع في الزندقة والإلحاد، ومنها أهمية مقصد الموازنة بين المصالح والمفاسد؛ وأنّه المقصد الجامع المراد من الشريعة، وأنّه باب دقيق ومتشعب.
كلمات دالة: ابن بزيزة، روضة المستبين، وسطية ، مقاصد ، ضوابطـ.

