تاريخ وحضارة مدينة سدراتة الأثرية بالجنوب الشرقي الجزائري – نموذج للمدينة الإسلامية-
الملخص
يزخر المغرب الإسلامي بنماذج لمدن كان لها دور تاريخي وحضاري، اختلفت أسباب وجودها وعوامل تطورها كالقيروان، وبجاية، وتلمسان، ومراكش، وفاس ....وغيرها، وتعد مدينة سدراتة بالجنوب الشرقي للمغرب الأوسط(الجزائري) نموذجا للمدن الإسلامية التي اختلفت عن النمط المعماري الصحراوي المعروف بالقصور، فجاءت كجوهرة في وسط الرمال، إذ اعتبرت العاصمة الإباضية الثانية بعد سقوط الدولة الرستمية 296ه /909 م بتيهرت، فبعد عطاء دام أكثر من ثلاثة قرون خربت هذه المدينة على يد ابن غانية الميورقي سنة 426 ه / 1236 م، فهجرها السكان وغطتها الرمال بمرور الزمن، وقد لفتت هذه المدينة أنظار الباحثين الغربيين أثناء الاستعمار الفرنسي فأجريت بها العديد من الحفريات الأثرية على يد كل من الباحث لارجو ، وهارولد تاردي ، وبول بلانشي، وفوشي ، و أخرها حفرية مارغريت فان برشم ، والتي كان من نتائجها العثور على بعض معالم المدينة، والعديد من البقايا الأثرية المتنوعة خاصة القطع الجصية المزخرفة، التي نقل العديد منها إلى متاحف فرنسا، كما وضع جزء منها بالمتحف الوطني للفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة، وبالرغم من محاولة بعض الباحثين الجزائريين في السنوات الأخيرة لإجراء بعض الحفريات والبحوث أكاديمية إلا أن أكثرها لم ينشر، والمدينة اليوم تغطيها الرمال كليا، لا يعرفها الجزائريون إلا من خلال المؤرخين.
كلمات دالة: مدينة سدراتة، الجنوب الشرقي، قصور، الإباضية، تيهرت، ابن غانية مارغريت فان برشم، حضارة ،الصحراء.

