الرواية رمز معرفي لمفهوم التاريخ مقاربة ابستمولوجية في مدوّن الطبري(ت310ﻫ/923ﻤ)

Authors

  • بن علي طاهر

Abstract

إشكال كبير يراودني وأنا أباشر البحث في الكتابات التاريخية الإسلامية، يطرح عليّ سؤالا ملحّا حول مفاهيم التاريخ التي كان المؤرّخون المسلمون يستصحبونها في كتاباتهم، وينطلقون منها في تحرير النصّ التاريخي. وحول هيمنة المادّة المعجمية على المنطلقات في توجّهات هذه الكتابة. فأرسلت النظر في المدوّن التاريخي الإسلامي لكي استجلي الإجابة على هذا السؤال، وكان الطبري(ت310ﻫ/923ﻤ) أحد الأساطين الذين لا يمكن لدراسة مثل هذه أن تتجاوزه للمعنى المعرفي والزمني الذي يحمله مدوّنه.

References

- الجوهري إسماعيل بن حمّاد (393هـ/ 1003م): الصحاح، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطّار، ط 03، دار العلم للملايين، بيروت 1404هـ/ 1984ﻤ، ج 01، ص 418.
- يستقر عندي أنّ للتاريخ الصفة الزمنية، والمكانية، والجنسية. وفي مثل هذه الحال يكون الربط بين اللفظ والجنس نوعا من التاريخ. وكذا ربط الألفاظ بثقافات معيّنة. والدراسات العلمية في معظمها قائمة على معرفة العلاقات بين المعطى والموضوع، وبين السبب والمسبّب، وبين علّة والمعلول،. ولعلّ الدراسات الحديثة المسمّاة Paleolinguistiques تنحى هذا الاتجاه، حيث تحفر في اللفظ وفي بيئته الثقافية، وفي تاريخيته، لتصل منه إلى دراسة الإنسان كوجود يعبّر عنه اللفظ. وقد حقّقت نتائج مهمّة للمؤرّخين. أنظر:
Randels W.G.L : La civilisation bantou, son essor et son déclin, in : A E S, Paris 1974, V 29, No 02, p : 270. و
Joseph (Vendryes): Le langage : Introduction linguistique à l'histoire, La naissance du livre, Paris 1921, pp 6-7
- أبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي (540هـ/1145ﻤ): المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم، تحقيق: أحمد محمّد شاكر، ط 02، دار الكتب، القاهرة 1389هـ/ 1969م، صفحات 137-138.
- أحمد بن فارس أبو الحسين بن زكريا( 395هـ/1004ﻤ): معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، د ط، دار الفكر العربي، بيروت، ج 01، ص 94. و في موضع آخر قال: "تاريخ الكتاب كلمة معرّبة"، ولم يزد على ذلك، أنظر: أحمد بن فارس أبو الحسين بن زكريا: مجمل اللغة، تحقيق: زهير عند المحسن سلطان، ط 02، مؤسّسة الرسالة، بيروت 1406هـ/ 1986م، ج 01، ص 94.
- ابن منظور محمّد بن مكرم(711هـ/1211ﻤ): لسان العرب، د ط، دار المعارف، القاهرة د ت، ج 01، ص 58.
محمّد مرتضى الزبيدي(1205ﻫ/1790ﻤ): تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: عبد الستار أحمد فرّاج، د ط، مطبعة حكومة الكويت، الكويت 1385هـ/ 1965م، ج 01، صفحات 5-9.
- نفسه، ج 01، صفحات 225-226.
- استطاعت هذه الحركة أن تهيمن على توجّهات المعرفة، وذلك لمقدّماتها الأصولية في بناء المعرفة.
- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي(764ﻫ/ 1363ﻤ): الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرنؤوط و تركي مصطفى، ط 01، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1420ﻫ/ 2000ﻤ، ج 01، صفحات 25-54.
- من المعلوم أنّ كلّ العلوم تبدأ بهذا التأسيس.
- جلال الدين السيوطي: الشماريخ في علم التاريخ، تحقيق عبد الرحمان حسن محمود، د ط، مكتبة الآداب، القاهرة 1411ﮪ/ 1991ﻣ، ص 06.
- نفسه، ص 17.
- قاسم عبدو قاسم: الرؤية الحضارية للتاريخ، دار المعارف، ط 02، القاهرة 1985، ص 110.
شمس الدين محمّد بن عبد الرحمان السخّاوي(902هـ/1497ﻤ): الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ، دار الجيل، ط 01، بيروت 1413هـ/1992م، ص 07.
- السخّاوي، المصدر السابق، ص 07.
- يرى أحد الباحثين أنّ السخّاوي كرّس كتابه للدفاع عن التاريخ، و أنّه كان مهتمّا بالنواحي المنهجية، وهذا لا يخالف ما طرحنا، فالفرق بيننا أنّه تناول السياقات بكمّها، وتناولناها بقيمها المعرفية. أنظر: قاسم عبدو قاسم: في تطوّر الفكر التاريخي، دار عين، ط 01، القاهرة 2004، ص 132.
17 - الشعر ديوان العرب الذي حمل إلينا أخبارهم، و تقاليدهم، و مناحي حياتهم.
- Danièle Voldman : L’histoire orale entre science et conscience, in Revue d’histoire, Paris 1990, V 25, No 01, pp : 113-115.
- Luc Messanvi Garcia : Archives et traditions orales, in Cahiers d’études africainesParis 1976, V 16, No 61, p : 189.
- نلمح إلى أنّ ما ذكرنا من المؤرّخين هو محلّ المثال، و إنّما اقتصرنا على هذا العدد حتّى لا يطول بنا الكلام المحدود بمنهج البحث.
- خليفة بن خياط(240هـ/854م): تاريخ خليفة بن خيّاط، تحقيق: سهيل زكّار، دار الفكر، بيروت 1414هـ/ 1993، ص 23.
- أنظر مثلا: تاريخ خليفة بن خيّاط، ص: 30، و ص: 74، ص: 299. والكتاب في أغلبه على هذا المنوال
- نفسه، ص: 154، و ص: 274، ص: 366. و لم يسند ما ذكر إلى أحد بل جعلها على شكل تقريرات.
- محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري( 310هـ/923م): تاريخ الأمم و الملوك، مراجعة: نواف الجرّاح، دار صادر،الطبعة الأولى، بيروت 1424هـ/2003م، ج 01، ص 02.
- الطبري، المصدر السابق، ج: 01، ص: 02.
- نفسه.
- عماد الدين خليل: في التاريخ الإسلامي- فصول في المنهج و التحليل-، دار المكتب الإسلامي، ط 01، بيروت 1401هـ/1981م، ص 116.
- المرجع السابق، ص 116. و يحيى بن إبراهيم بن علي اليحيى: مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري، دار العاصمة، الرياض، د ت، ص: 13.
- فؤاد بوقجيج: منهج النقد الحديثي وأثره على التاريخ واللغة، الإحياء، ع 19، الرباط 2003، ص 177.
- بشار عواد معروف: "مظاهر تأثير علم الحديث في علم التاريخ"، مجلّة الأقلام، ج 05، س 01، بغداد 1384ﮬ/، ص 25.
- مرغوليوث: دراسات عن المؤرّخين العرب، ترجمة حسين نصّار، ط 01، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 2001، ص 106.
- تاج الدين عبد الوهّاب بن علي السبكي: قاعدة في المؤرّخين، ضمن أربع رسائل في علوم الحديث، تحقيق عبد الفتّاح أبوغدّة، ط 05، دار البشائر الإسلامية، بيروت 1410ﮪ/ 1990ﻣ، ص 66.
- الحسيني عبد المجيد هاشم: الإمام البخاري محدّثا وفقيها، د ط، مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، د ت، ص 236.
- أجد ارتباكا كبيرا عند الذين كتبوا عن الطبري، ففي الوقت الذي يؤكّدون على منهج المحدّثين في كتابه، ينسبون إليه التساهل في تقبّل الأخبار، و هذا لا يناسب المنهج الذي أوردوا، و أرى أنّ الخلل عندهم من عدم فهم سياقات التكوين المعرفي.
- أبو سفيان مصطفى باحو: العلّة و أجناسها عند المحدّثين، دار الضياء، ط 01، طنطا، مصر، 1426هـ/ 2005م، صفحات 53-57.
قاسم عبدو قاسم: تطوّر منهج البحث في الدراسات التاريخية، دار العين، ط 01، القاهرة 2000، ص 135.
- التحليل الإبستمولوجي في سياقات المدوّنات يفضي إلى بيان مركزية الرواية في البناءات المعرفية، حيث الرواية مؤطّر المعرفة بالمعنى التأسيسي. للدلالة على ذلك، أنظر:
أبو عبد الله محمّد بن عمر الواقدي(ت 207ھ/823ﻤ): كتاب المغازي، تحقيق: مارسدن جونس،ط 03، عالم الكتب، بيروت 1404ھ/1984ﻣ، ج 01، ص 01. وفيها يلحظ الباحث أنّ الكاتب يولج القارئ إلى أحداث التاريخ بقالب الرواية التي طبعت الثقافة العربية إلى تلك الحقبة.
- أقصد بها رواية الشعر والأيّام التي عرفها العرب قبل الإسلام، و استصحبوها بعد ذلك إذ كانت من موروثهم الثقافي. قال الجاحظ: "رؤساء المعتزلة المذكورون كلّهم كان راوية عالما، إلاّ معمرا، و كان بشر بن المعتمر أرواهم للشعر خاصّة". أنظر:
أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري(538ﻫ/1144ﻤ ): ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، تحقيق: عبد الأمير مهنا، ط 01، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت 1410ﻫ/1992ﻤ، ج 04، ص 54.
- علي أحمد: تاريخ الفكر العربي الإسلامي، منشورات جامعة حلب، سوريا 1418ﻫ/ 1997ﻤ، ص 84.
وأرى أنّ هذا التوصيف لا يجعل الطبري في كبار المحدّثين، ولا كتابه في المساند، والجوامع الصحيحة.
- يجب أن يكون المؤرّخ على دراية بمناهج تحقيق الخبر عند المسلمين، وأن يطّلع على علومهم ومدوّناتهم، حتّى لا يخلط بين إيراد الخبر وتحقيقه. وللمقاربة السريعة أنظر:
وليد نويهض: أسس الوعي التاريخي عند المسلمين، ط 01، دار ابن حزم، بيروت 1419ﻫ/ 1998ﻤ، صفحات 152-155.
- يضاهي منهج النقد عند المحدّثين المناهج المعاصرة، بل يفوقها لما حقّقه من أسس، و قواعد. وهو علم تامّ، وفي بعض اتّجاهاته تبحث علوم المناهج الحديثة. أنظر بعض هذا في:
أكرم العمري: منهج النقد عند المحدّثين مقارنا بالميثودولوجيا الغربية، مجلّة مركز بحوث السنة و السيرة، الدوحة 1408ﮬ/ 1988ﻤ، ع 03، صفحات 109-134.
- يحاول بعضهم كتابة التاريخ بمنهج المحدّثين، ويتبنّون أصول الجرح والتعديل منهجا مقوّما للروايات. وهذا لا يستقيم مع توجّهات التاريخ، اللهمّ إلاّ ما يخصّ عصر الصحابة، لخصوصية المرحلة الدينية، والتاريخية. ومع ذلك يحتاج إلى تدقيق ابستمولوجي في المنهج المحقّق للرواية، لا يمكن أن يتّفق حوله الطرفان المتظاهران بالرؤى.
- في معرفة منهج أهل الحديث، و خصوصا البخاري، أنظر:
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852ﮬ/1449ﻤ): هدي الساري مقدّمة فتح الباري، تحقيق: أبو قتيبة نظر محمّد الفاريابي، دار طيبة، الرياض.
- أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري: الجامع الصحيح، د ط، دار الفكر، بيروت، د ت، ج 01، ص 03. و لتحرير ذلك في الفهم، ينظر:
شبير أحمد العثماني: موسوعة فتح الملهم، تخريج: نور البشر بن نور الحق، ط 01، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1426ﮬ/ 2006ﻤ، ج 01، ص 311 وما بعدها.
- محمّد مصطفى الأعظمي: منهج النقد عند المحدّثين، نشأته وتاريخه، ط 03، مكتبة الكوثر، السعودية 1410ﮪ/ 1990ﻣ، ص 102.
- أبو بكر محمّد بن موسى الحازمي: شروط الأئمّة الستّة، ط 01، دار الكتب العلمية، بيروت 1405ﮬ/ 1984ﻤ، ص 17. وقد قورن منهج البخاري في تحرّي الحدث بالمناهج الأوروبية الحديثة، وتبيّن أنّه سبق بقواعده المدارس التاريخية الحديثة. أنظر:
الحسيني عبد المجيد هاشم، المرجع السابق، صفحات 255-266.
- أبو علي الحسين بن محمّد الغسّاني الجيّاني( 498ﮬ/1104ﻤ): تقييد المهمل وتمييز المشكل، تحقيق: علي بن محمّد عمران ومحمّد عزيز شمس، ط 01، دار عالم الفوائد، المملكة العربية السعودية 1421ﮬ/ 2000ﻤ، م 01، ص 14.
- أبو عبد الرحمان بن شعيب النسائي: سنن النسائي، د ط، دار الكتاب العربي، بيروت د ت، م 01، ص 04.
- قد يعترض على هذا بما جاء من أحاديث ضعيفة عند بعض المحدّثين، و إنّما كان ذلك عند الطبقة الثالثة من المحدّثين، وقد قصدوا إلى جمع ما وجدوا من دون تلخيص، و لا تهذيب. و المعوّل في نهج القوم على الطبقتين الأولى و الثانية. أنظر:
أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي: غاية المقصود في شرح سنن أبي داود، إشراف: محمّد إلياس عبد القادر، د 01، حديث آكادمى نشاط آباد، كراتشي، باكستان 1414ﮬ/، م 01، ص 28.
- أنظر: أبو عيسى الترمذي: صحيح الترمذي، د ط، دار الكتاب العربي، بيروت د ت.
- يوسف بن محمّد الدخيل: سؤالات الترمذي للبخاري، ط 01، مطبوعات الجامعة الإسلامية، المدينة المنوّرة 1424ﮬ/ 2003ﻤ، ج 01، ص 169.
- محمّد أبوزهرة: مالك- حياته وعصره-آراؤه وفقهه، د ط، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، د ت، ص 194.
- عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي(ت 911ﮬ/ 1505ﻣ): تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك، مخطوط جامعة الرياض، رقم 922/ ت*ج، لوحة 23 يمين.
- محمّد أبوزهرة، المرجع السابق، ص 194.
- الطاهر الأزهر الخذيريّ: المدخل إلى موطّإ مالك بن أنس، ط 01، مكتب الشؤون الفنّية، الكويت 1429ﮬ/ 2008ﻤ،ص 43.
- نفسه.
- الطاهر الأزهر الخذيريّ، المرجع السابق، ص 43.
- يوسف بن عبد البر أبو عمر(ت463ﮬ/1071ﻤ): الانتقاء في فضائل الأئمّة الثلاثة الفقهاء، تحقيق عبد الفتّاح أبو غدّة، ط 01، دار البشائر الإسلامية، بيروت 1417ﮬ/ 1997ﻤ، ص 47.
- عياض بن موسى اليحصبي القاضي(ت544ﮬ/1149ﻤ): ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تحقيق محمّد سالم هاشم، ط 01، دار الكتب العلمية، بيروت 1418ﮬ/ 1998ﻤ، ج 01، ص 74.
- محمّد أبو زهرة، المرجع السابق، ص 195.
- ورغم ورود الأحاديث الضعيفة عند المحدّثين، إلاّ أنّهم صاغوا القواعد العلمية للصناعة الحديثية لتدارك ضبط المسانيد، والجوامع. أنظر مثالا على تطبيق هذه القواعد للاستدراك:
أحمد بن علي بن محمّد بن حجر العسقلاني: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمّة الأربعة، تحقيق: إكرام الله إمداد الحق، ط 01، دار البشائر الإسلامية، بيروت 1416ﮬ/ 1996ﻤ. و فيه الكلام على موضعية الراوي في كتبهم.
محمّد ناصر الدين الألباني: صحيح سنن أبي داود، ط 01، مكتبة المعارف للنشر و التوزيع، الرياض 1419ﮬ/ 1998ﻤ. و فيه الكلام على التصحيح و التضعيف وفق سننهم في التثبّت من السند و المتن.
- جوزيف داهموس: سبعة مؤرّخين في العصور الوسطى، ترجمة: محمّد فتحي الشاعر،د ط، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، القاهرة 1989، ص 94.
- أقصد على منهج المحدّثين الثقات، كالبخاري، ومسلم، و أحمد، وغيرهم، من الذين باشروا التأليف.
- محمّد بن طاهر البرزنجي: صحيح وضعيف تاريخ الطبري، دار ابن كثير، ط 01، دمشق، 1428هـ/2007م، م 01، صفحات 110-113. وحسين مؤنس: تنقية أصول التاريخ الإسلامي، دار الرشاد، ط 01، القاهرة 1417هـ/1997م، صفحات 07-13.
- يرى أحد الباحثين أنّ الطبري تعمّد ذكر الباطل من الروايات ليكشف عن نفسه بوهي سنده ومتنه. أنظر: محمّد أمحزون: تحقيق مواقف الصحابة من الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدّثين، مكتبة الكوثر، ط 01، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1415هـ/1994م، ج 01، ص 20.
- مصطفى شاكر: التاريخ العربي والمؤرّخون،دار العلم للملايين، الطبعة الثالثة، بيروت، 1987، ج 01، ص 259.
- الذي أنكره على الباحثين، أنّهم جعلوا هذا المبدأ صبغة للاشتغال بالحديث. فإذا كانت العهدة على الراوي تصنع المحدّث فالكلّ يصير محدّثا. كما أنّ مقدّمة الطبري تحتاج إلى فرز ابستمولوجي يعيد تكوير نصوصه في مؤلّفه على قاعدته ليستبين منهجه، تماما مثل ابن خلدون بين منصوصه في عبره، وتنظيره في مقدّمته.
- عثمان موافي: منهج النقد التاريخي عند المسلمين والمنهج الأوروبي، مؤسّسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، د ت، ص 206.
- الجرح هو الطعن في راوي الحديث بما يسلب أو يخلّ بعدالته وضبطه، والعدالة هي تزكية الراوي والحكم عليه بأنّه عدل أو ضابط. وعلم الجرح والتعديل ميزان رجال الرواية. انظر: نور الدين عتر: منهج النقد في علوم الحديث، دار الفكر المعاصر، ط 03، دمشق 1418هـ/ 1997م، ص 92.
- النقد حضور المؤرّخ فيما يروي، والمؤرّخ حين ينقد يزايل الراوي. أنظر في معاني هذا:
Robert (Descimon), Plusieurs histoires dans l'histoire littéraire, in : Annales. Histoire, Sciences Sociales, Paris 2000,V 55, No 05, p: 1111.
- أرى أنّ ابن تغري بردي وهو من مؤرّخي القرن التاسع يمثّل نموذجا للطبري أكثر من غيره حينما يقول: "وأجمع في ذلك أقوال من اختلف من المؤرّخين وأهل الأخبار وأربابها، وذلك بعد اتّصال سندي إلى من لي عنه منهم رواية، ليجمع الواقف عليه بين صحّة النقل والدراية".
جمال الدين يوسف بن تغري بردي(ت 874ﻫ/ 1470ﻤ): النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، د ط، المؤسّسة المصرية العامّة، القاهرة، د ت، ج 01، ص 02.
- محمّد بن إدريس الشافعي(204ﮬ/819ﻤ): الرسالة، تحقيق أحمد محمّد شاكر، د ط، دار الكتب العلمية، بيروت، د ت، صفحات 370-372.
- الطبري: المصدر السابق، ج 04، ص 1496.
- روى عنه في 214 موضعا.
- محمّد بن أحمد شمس الدين الذهبي(748ﮬ/1348ﻤ): ميزات الاعتدال، تحقيق علي محمّد البجاوي، د ط، دار المعرفة، بيروت، د ت، م 02، ص 275. وابن حجر: لسان الميزان، ج 04، ص 247.
- ذكره في 124 موضعا.
- لم أجد له ذكرا في كتبهم.
- روى عنه في 226 موضعا.
- أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمان النسائي(303ﮬ/915ﻤ): كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق بوران الضنّاوي وكمال يوسف الحوت، ط 01، مؤسّسة الكتب الثقافية، بيروت 1405ﮬ/ 1985، ص 123. ومحمّد بن عمر أبو جعفر العقيلي(322ﮬ/933ﻤ): كتاب الضعفاء، تحقيق حمدي بن عبد المجيد بن إسماعيل السلفي، ط 01، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض 1420ﮬ/ 2000ﻤ، ص 548.
- عبد الرحمان بن أبي حاتم أبو محمّد(327ﮬ/938ﻤ): كتاب الجرح والتعديل، د ط، دار الكتب العلمية، بيروت، د ت، ق 01، م 02، ص 278. وعلي بن عمر بن أحمد الدارقطني(385ﮬ/995ﻤ): كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق محمّد بن لطفي الصبّاغ، ط 01، المكتب الإسلامي، بيروت 1400ﮬ/ 1980ﻤ، ص 149.
- محمّد بن أحمد شمس الدين الذهبي(748ﮬ/1348ﻤ): المغني في الضعفاء، تحقيق نور الدين عتر، د ط، مطبوعات إدارة إحياء التراث الإسلامي، قطر، د ت، ج 01، ص 419.
- الذهبي: ميزان الاعتدال، م 02، ص 255.
- عبد الرحمان بن علي أبو الفرج ابن الجوزي(ت597ھ/1201ﻤ): كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق أبو الفدا عبد الله القاضي، ط 01، دار الكتب العلمية، بيروت 1406ﮬ/ 1986ﻤ، ص 35.
- جمال الدين يوسف أبوالحجّاج المزّي(742ﮬ/1341ﻤ): تهذيب الكمال، تحقيق بشّار عوّاد معروف، ط 01، مؤسّسة الرسالة، بيروت 1408ﮬ/ 1988ﻤ، م 12، ص 326. وأحمد بن علي بن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب، ط 01، مطبعة دار المعارف النظامية، الهند 1325ﮬ، ج 04، ص 296.
- محمّد بن حبّان أبو حاتم(354ﮬ/ 965ﻤ): كتاب المجروحين من المحدّثين، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 01، دار الصميعي، الرياض 1420ﮬ/ 2000ﻤ، م 02، ص 439. والذهبي: ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين، تحقيق حمّاد بن محمّد الأنصاري، ط 02،مكتبة النهضة الحديثة، مكّة 1387ﮬ/ 1967ﻤ، ص 183.
- الذهبي: ميزان الاعتدال، م 02، ص 255.
- نسبة إلى الأخبار، اشتقّت من الجمع حتّى لا تلتبس بالمعنى الأدبي، ويكون دلالة على توجّه منهجي في تناول الحدث.
- 88 Abdesselam(Gheddadi) : A l’aube de l’historiographie arabo-musulmane : la mémoire islamique , in : Studia Islamica, Paris , No 74, p 31.
- يروي عن السري الراوي، وطلحة بن الأعلم الحنفي الراوي، وشعيب بن إبراهيم التميمي الراوي، وغيرهم.
- أنظر مرتضى العسكري: عبد الله بن سبإ وأساطير أخرى، ط 04، دار الكتب، بيروت 1393ﮬ/ 1973ﻤ.
- ذكر بعضهم مثل هذا في مقدّمة كتابه، و لم يجعل في زمرة المحدّثين. أنظر:
جمال الدين يوسف بن تغري بردي(ت 874ﻫ/ 1470ﻤ): المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، تحقيق: محمّد محمّد أمين، د ط، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، القاهرة 1984، ج 01، ص 19.
- جواد علي: موارد تاريخ الطبري: مجلّة المجمع العلمي العراقي، بغداد، أيلول/ سبتمبر 1369هـ/1950م، م 01،ع 01، ص 149.
- عبد الرحمان بدوي: هردر منصف العرب في القرن الثامن عشر، العربي، الكويت، كانون ثان، 1984، ع 302، ص 62.
- حسين نصّار: نشأة التدوين التاريخي عند العرب، د ط، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، د ت، ص 06.
- ما زلنا نراوح في كتابة تراكمية أصلها رواية مختارة وبناؤها أدب تكويني حول حدث لا نلامس فيه غير تحرير الزمان والمكان في أغلب الأحيان، وما زال التحليل القائم بالمنهج ينقصنا في كثير من دراساتنا.
- أرى أنّ علماء الحديث هم صورة العلمية المدقّقة بالمنهج في ذلك العصر.
- محمّد عبد الغني حسن: التاريخ عند المسلمين، د ط، دار المعارف، القاهرة، د ت، ص 30.
- وجيه كوثراني: الذاكرة و التاريخ في القرن العشرين الطويل، ط 01، دار الطليعة، بيروت 2000، ص 56.
- ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي(852هـ/1449ﻤ): لسان الميزان، تحقيق: عبد الفتّاح أبو غدّة، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 01، بيروت 1423هـ/ 2002م، م 07، ص 25. والذهبي: ميزان الاعتدال، م 03، ص 499.
- أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي(463ﻫ/1072ﻤ): تاريخ بغداد،دار الكتاب اللبناني، بيروت، د ت، م 02، ص 163.
- محمّد بن أحمد شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: أكرم البوشي، مؤسّسة الرسالة، ط 02، بيروت 1404هـ/1984م، م 14، ص 273.
- الخطيب البغدادي، المصدر السابق، م 02، ص 163.
- الذهبي، سير أعلام النبلاء ، م 14، ص 273.
- الخطيب البغدادي، المصدر السابق، م 02، ص 273.
- كثيرة هي الدراسات التي تناولت مروياته بالنقد، أنظر، عبد العزيز بن سليمان ناصر السلومي: مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري مقارنة و نقدا، رسالة مرقونة، قسم التاريخ كلية الدعوة و أصول الدين، الجامعة الإسلامية، المدينة المنوّرة، المملكة العربية السعودية، 1410هـ/1989ﻤ
- محمّد أحمد ترحيني: المؤرّخون والتأريخ عند العرب، د ط، دار الكتب العلمية، بيروت د ت، ص 83.
- سيتبيّن فيما يستقبلنا من الدراسة أنّ الرواية أساس التاريخ الإسلامي، ولكن ضمن منظومة متكاملة من المادّة، والمنهج، والرؤى.
- مصطفى شاكر، المرجع السابق، ج 01،ص 260.
- استعمل هذا الاشتقاق لكي لا يحدث الالتباس على القارئ فيختلط مفهوم الرواية الأدبية بمفهوم الرواية التاريخية.
- ألفت الانتباه إلى أنّ ذهنية الطبري المؤرّخ غير ذهنية الطبري المفسّر، أو الطبري الفقيه، و لكن بخصوصية التناول المنهجي لتحريره العلمي، مع وجود التأثير الذي تفرضه طبيعة العلوم المتساعدة.
- ديفيد هينج: التأريخ الشفهي، ترجمة: ميلاد المقرحي، مركز دراسة جهاد الليبيين ضدّ الغزو الإيطالي، ليبيا 1991، ص 33.
- أتحفّظ على هذا الإطلاق لأنّني أومن أنّ كلّ مؤرّخ له خصوصيته في العصر الذي ظهر فيه، و كلّ مؤرّخ له من السبق في ناحية معيّنة.
- أفهم أنّه من الروّاد الذين فقهوا معنى التوثيق ودوره في كتابة التاريخ. وبهذا سبق المدارس الغربية التي تتبنّى الوثيقة مبدأ راسخا في محاولة التاريخ.
- الطبري هو أوّل من أبعد اختياراته و تفسيراته حتّى يفسح مجال الدراسة لغيره، و هذه أمانته في نقوله إلينا مادّة التاريخ الإسلامي و وثيقته، المتمثّلة في روايات الأحداث.
- كرم خله: النظرية الكونية للتاريخ، ط 01، دار العلم و العمل للنشر، هامبورج، ألمانيا 1996، ص 22.
- أزعم أنّ الذهنية الفقهية التي يتمتّع بها الطبري من حيث كونه مجتهدا، هي التي أسلمته إلى معرفة قيمة الوثيقة في منصوص التاريخ.
- هذه المرحلة تأسّست على اعتمادها مدرسة قائمة بذاتها.
- مع نسبية ملحوظة، كانت بعضا من منهج تحقيق الرواية عند المحدّثين.
- من المعلوم أنّ كلّ أرشيف يعتمد تصنيفا معيّنا، بل إنّ علوم التوثيق مناهج علمها التصنيف.
- علي بن الحسين أبو الحسن المسعودي(346ﻫ/ 957ﻤ): مروج الذهب ومعادن الجوهر،تحقيق: محمّد محيي الدين عبد الحميد، ط 05، دار الرشاد الحديثة، بيروت 1393هـ/1973م، ج 01، ص 15.
- أجزم أنّ المقاربة الابستمولوجية لمقدّمته القصيرة تؤكّد على فهمه العميق للتوثيق، وإدراكه أنّ البحث التاريخي اجتهاد مثل اجتهاد الفقهاء، لا يغني اجتهاد أحدهم عن الآخر، وكلّ اجتهاد هو نصّ للذي يليه.

Issue

Section

Articles