رَمزيَّةُ الحيوانِ في الممارسة الطقوسيَّة عند العرب، قراءةٌ في الشعرِ الجاهليِّ
Abstract
ملخص -
تُفيدُنا مصادِرُ الأدبِ الجاهليِّ بيوميَّاتٍ للعربيِّ مفعمةٍ بممارسات طقسيَّةٍ اقتضتها مناسباتٌ دينيَّة مقدَّسة، أو دفعت إليها طُرًّا ظروفٌ معيشيَّة مُلجئِة؛ وعادةً ما تُعبِّر الشعائرُ والطقوسُ عن خلفيَّة دينيَّة وتصوُّر معيَّن عن الكون والحياة، تنقلُها إلينا نصوصٌ دينيَّة وربما حكاياتٌ شعبيَّةٌ ونقولٌ من التاريخ والأدب، لذلك يختلط التصوُّر والممارسةُ بالخرافة والأساطير، حيثُ الأسطورةُ في نظر المؤمنين بها حقيقةٌ لا تشوبها شائبةٌ، وإن تكن في نظر الآخرين وَهْما وخيالاً؛ وقلَّما تجد شعبًا يقرُّ بأنَّ أساطيره يمكن أن تُدرجَ في باب الأساطير.
إنَّ الذي يهمُّنا مِن جانب الأسطورة المتجلِّي في الممارسات الطقوسيَّة هو الكشفُ عن رواسبها في ثنَايَا الشعر الجاهليِّ، وتركيزا على تلك التي اتخذت من الحيوان دالاًّ رمزيا؛ باعتبار الشعر شكلاً من الخطاب، تأوِي إليه الأسطورةُ وتتقنَّع فيه، وللشعرِ -الجاهليُّ منه بخاصة- مفعولُه السحريِّ في التوظيف الفنيَّ للأحداث، فما كان مِن تصوُّر وممارسة طقسيَّة مادَّةً هامدةً تدبُّ فيه الحياةُ إذا مسَّتهُ روحُ الشعر ونارُ الإبداع، وذاكَ ما سنلمَسُه بإيرادِ نماذجَ شعريَّة راقية، في قراءةٍ حفريَّةٍ لصخب الحياة في المجتمَع الجاهليِّ.
الكلمات الدالة-
الممارسة الطقوسيَّة، العرب، الشعر الجاهلي،الأسطورة، الجنّ.

