شعر المديح النّبوي عند أحمد بن الحرمة

Auteurs

  • عثماني ولرباح

Résumé

يتناول المقال موضوعاً تراثياً ،سنحاول من خلال بحثنا فيهأن نسلط الضوء بالدّراسةوالتّحليل لشعر المديح النّبوي الشريف عند الشاعر الشّعبي أحمد ابن الحرمة البرياني القادري الصوفي ،الذي يُعد من أبرز شعراء الملحون الذين أبدعوا النفائس الشعرية في مدح سيد البرية عليه الصلاة والسلام ،إنّ قصائد الشاعر بن الحرمة المدحية آية إبداعية وجمالية مفعمة بالجمال النّبوي والأحمدي ،حيث أنّ ابداعه الشعري مُلأ بالعواطف الدّينية،والمعاني الصّوفية الراقية التي اغترفها الشاعر من معين وجدول النقاء المحمدي ،فكانت بذلك تعبيراً عن حبه للنّبي الأمجد ،وصاحب المقام الأسعد.

      إنّ هذه المعاني حقيقة نابعة من عقيدة ايمانية صادقة ،وحب سام المقصد والغاية ،تنوّعت مضامينها ،ومنطلقاتها بين الشّوق والإتباع،وطلب الشّفاعة والرّجاء .

وبذالك بات هذا الفن الشعري ابداعاً متميّزاً مؤثث بالألفاظ السامية والمعاني النادرة التي تفوح بعبق الحب والتّعلق والإقتداء.

Références

*-هو الشيخ الشاعر سيدي احمد بن الحرمة السماحى , اليحياوى,المشيشى,الادريسى الحسنى,العلوي الهاشمي الشريف.ولد شاعرنا حوالي سنة 1835ميلادية بمدينة بريان جنوب الاغواط, و تربى ونشأ و ترعرع فيها يتيما ,فتأثر بجوها الرائق و جمالها الخلاب لكونها واحة جميلة ذات أشجار و نخيل و مياه رقراقة , فنشأ شاعراً محباً للجمال, فصيح اللّسان, جامح الخيال, رهيف الإحساس, سرعان ما حفظ القرآن و المبادئ الأولى للفقه و الّلغة فتوجه غالى حاضرة الاغواط موطن أخواله الأرباع, فأخذ العلم عن مشائخها فازداد معرفة بدينه تمسكاً به, لذلك نشأ صالحاً محافظاً على الصلوات فى وقتها له غيرة على الإسلام و المسلمين, و له محبة كاملة لآل البيت النّبوي لا تنفصم عراها لأنّه منهم كان شيخنا و شاعرنا ابن الحرمة مرشداً نصوحاً, أبيًا معتمدًا على نفسه, عفيف اليد و اللسان, سخياً مضيافا, جعل بيته زاوية يستقبل فيها الزوار الذين يأتون من البلاد البعيدة كأقصى المغرب و آهل توات, يستمعون إلى أشعاره الحكيمة و البليغة و إلى نصائحه الغالية ثم يرجعون إلى أوطانهم ناشرين كل ما سمعوه و وعوه وتعلموه منه.كان شاعرنا ملازماً لداره, لا يطمع فيما عند الناس إلا ما جاءه على سبيل الهديةيأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و لا يقبل نكث عهد.
اشتغل بمدح الرسول الأعظم صلى الله علبه و سلم و آل بيته, و الصحابة الكرام رضي الله عنهم خاصة الخلفاء الراشدون و العشرة المبشرين بالجنة ثم الأبطال الفاتحين امثال سيدنا عقبة بن نافع و عبد الله بن جعفر, والأولياء الصالحين و على رأسهم شيخه الروحي سيدي عبد القادر الجيلانى،و كانت وفاة شاعرنا ليلة الاثنين 8 شعبان1342هجرية الموافق لسنة 1924م ببريان،ولاية غرداية .
1-عبد الحميد بورايو ، الأدب الشّعبي الجزائري – دراسة لأشكال الأداء في الفنون التّعبيرية الشّعبية في الجزائر –، الجزائر 2007،ص 37.
-2 التلي بن الشيخ ،منطلقات التفكير في الأدب الشّعبي الجزائري ، الجزائر ،1990، ص29 .
-3عبد الرحمن ابن خلدون ،كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، بيروت ،1983 ،الجزء الأول ،ص582.
-4أحمد رشدي صالح ، الأدب الشّعبي ،مصر، (د. تا)، ط 3 ،ص 51.
5-التلي بن الشيخ ،دور الشعر الشّعبي الجزائري في الثورة (1830-1945 ) ، مرجع سابق ،ص 07.
6-حسين نصّار ، الشعر الشّعبي العربي ،بيروت ، 1980، ط 2 ،ص11.
7-زكي مبارك ،المدائح النبوية في الأدب العربي،ﻁﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ الشّعب، مصر ، 1971ﻡ ، ﺹ 16.
8- عبد السلام هارون ،تهذيب سيرة ابن هشام،دار احياءالتراث العربي،بيروت ،ب، تا،ص05.
9- زكي مبارك ،المدائح النّبوية في الأدب العربي، مرجع سابق،ص17.
10-مطلق عماربن الحاج سعد،ديوان الشاعر الفحل الشيخ أحمد بن الحرمة البرياني،(ب،تا)،ص 150.
11- المصدر نفسه ،ص35.
12- المصدر نفسه،ص55.
13- عبد الله ركيبي، الشعر الدّيني الجزائري الحديث،ص 325.
14- جمال الدين خياري، ((أغراض الشعر الشّعبي في الجزائر))، مجلة الثقافة الجزائرية ،عدد 43/1978، ص 49.

Numéro

Rubrique

E- Lettres et Langues